![]() |
|
12
ابريل
2018
|
سمير هامش الحرب والكاميرا ودمعة الناصرية
نشر منذ Apr 12 18 pm30 07:40 PM - عدد المشاهدات : 1208
|
سمير هامش
الحرب والكاميرا ودمعة الناصرية
نعيم عبد مهلهل
عندما تتخيل الناصرية عبارة عن فيلم سينمائي فأنك تتخيل عمرك كله من المهد
وحتى وسادة المهجر وقد شكلت السينما في حياة الجنوب نقلا عميقا لما يسكن
الارواح من احلام وامنيات وبحث عن خلاص من اجل تحويل دمعة الحزن أما الى
ابتسامة او الى رغيف خبر .
وعلى مدى
ازمنة عطر ذكريات الزمان في الناصرية كنا نرى من السينما اقرب ضفة الى
شواطئ الغرام او خواطر متعة السفر التي لم نلها سوى بسطور دفاتر الانشاء
ذلك لاننا فقراء ولانملك حتى اجرة سيارة فولفو خشبية تمشي طوال النهار
لتقطع المسافة بين الناصرية والعاصمة.
وسط هكذا كواكب تتخيل فينا
المشاهد والوجوه استعيد اعدادا قد لاتصل الى عدد اصابع اليد اليدين من
ركبهم هوس الشوق لصنع علاقة غرامية مع احتراف العمل السينمائي عن طريق
العبور من الثالث متوسط الى الصف الاول في معهد الفنون الجميلة ــ قسم
السينما .
وكان ابن شارع الحبوبي الشهيد سمير هامش 1954 ــ 1983 .هو واحد من الذين اصر ليحقق حلمه ويكون سينمائيا .
يسكن الحب والفقر وموسيقى الايماءة قلب سمير ليصنع منه قدر حياته انسانا
بسيطا وحنونا ومثقفيا . حتى يشعرك وجه أن كل تضاريس المدينة تحفر في ثنايا
الملامح خرائط الزمن من دكة بيتهم البسيط قرب ساحة الجمهورية في شارع
الحبوبي وحتى ذهابه ضحية ليحرب لم يكن مقتنع بها او مؤمن بمبرراتها ،لكنهم
لطيبته وبساطته وحلمه ان ينهي هذه المحنة ليعود الى وسائد احلامه أما معلما
في مدرسة ابتدائية او مخرجا سينمائيا تاثر كثيرا بتقنيات الفيلم الروسي ،
ومنه ما كان معجب فيه في تقنية الرؤيا بين الحرب والحياة الريفية في فيلم
وداعا غوليساري أو جميلة والمأخوذ عن قصة الروائي القرقيزي جينكيز ايتماتوف
، لهذا ذهب الى صباح التجانيد والتحق عسكريا على امل ان تنتهي الحرب ويعود
الينا بذات روح المزاح التي كنا نلتقي فيها في بيتنا انا وهو وزكي عطا .
في جعبة صديق عمره الفنان منير فاضل مطر تصورات لتشكيل عاطفة البوح لتلك
الليالي ومسمراتها في مائدة مستديرة يجلس عليها زكي واحمد موسى وآخرين
ويشكل فيها سمير هامش مفارقة روحية لجمالية الجلوس بصحبته .
دائما اسكن
الى مودة سمير وطيبته واعيش معه بساطة الانسان في تواضع روحه قبل قبل
ملامحه فتشعر انك مع سمير الهادئ والمتواضع والذي ينبئك صورة القدر فيه
عندما تطيل النظر الى عينيه أنه هذا الولد السينمائي الطيب سيكون ذات يوم
ضحية وجع شظية مدفع.
سمير هامش .الحرب والكاميرا ودمعة الناصرية عنوان
فيلم من افلام اعمارنا ، كان فيه سمير بطل الفيلم الممدد في داخل النعش وهو
يمشي في شوارع مدينته السومرية